-
إن الحقيقة التي لا جدل فيها هي أن العجلة بدأت تدور بسرعة، ولا يملك أحد وقفها من جديد، لأن البقاء في عصر العولمة والمعلوماتية يحتم علينا إعداد الملايين من أطفالنا وشبابنا على مقاعد الدراسة لمواجهة تداعيات التغيرات المتسارعة التي لم يعد يُجد التعامل معها بأساليب بالية ومناهج مختلفة واختبارات قائمة على مفهوم "خبرني عما في الكتاب".،إن التنافس بين الأمم والشعوب في الحاضر والمستقبل محكوم بما تنتجه من معارف وتقنيات في الميادين المختلفة بالحياة الإنسانية، حتى أن بعض الخبراء يرون بأن عالم اللامعقول الذي نعيشه ترسمه وتحدد معالمه المجتمعات والعقول المبدعة، ومن المؤكد أن هذه المجتمعات وتلك العقول تضع في قمة أولوياتها تطوير العناصر الفكرية والإبداعية لدى أبنائها إلى أقصى درجة ممكنة عن طريق تدريب التفكير والإبداع بكل الوسائل اللازمة، التفكير مصدر العلم، والعلم مصدر لتعديل سلوك الإنسان لذلك اختلف سلوك الإنسان عن سلوك الحيوان الذي لا يتغير ولا يتطور ، وكلما زادت معرفة الإنسان بالأشياء تغيرت نظرته إليها واختلفت ظروف الاستفادة منها، فقد ينظر الإنسان العادي إلى قطعة من الصخر على أنها مجرد شيء لا يضر ولا ينفع ولكن العالم الجيولوجي يعتبرها سجلاً تاريخياً لعصور ماضية يكتشف من خلالها خصائص تلك العصور، وأصبح التفكير في عصرنا منهجاً له أصول وقواعد وأسس ومهارة ، حيث استطاع الإنسان من خلاله اكتشاف واختراع المكتشفات والمخترعات. وللتصور أهمية كبيرة في إدراك الإنسان لوجوده النفسي المستمر ، فمن خلال التفكير أدرك الإنسان إنسانيته واستطاع أن يحافظ على وجوده عن طريق الاستفادة من تجارب الأجيال السابقة وتكيفه للبيئة التي يعيش فيها وتطوير أساليب التعامل معها، قدرة الإنسان على التصور والتخيل جعلته يتخطى حدود الحاضر إلى المستقبل ، فيتخيل ويتصور مستقبله ويحاول أن يخطط له ويعد له العدة وهو يعيش هذا الحاضر وهذا التخطيط يشمل كل جوانب حياة الإنسان الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .... الخ.
|